للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كبيشا للحضور إليه، فتوقف كبيش؛ لما وقع منه فى حق محمد من التقصير بسبب كحله، ثم حضر كبيش إلى جدة بطلب ثان من محمد، بعد أن توثق منه، واقتضى رأيهما نهب ما فى جدة من أموال التجار وغيرهم؛ من المراكب وغيرها. وكان تجار اليمن قد اجتمعوا بجدة للسفر منها إلى اليمن؛ وقد حضر إليها ثلاثة مراكب للكارم متوجهة من اليمن إلى مصر، فنهب ذلك كله. ويقال إن ذلك قوّم بستمائة ألف مثقال من الذهب - والله أعلم - ثم نهب ما فى جدة من الغلة المخزونة بها للأمير جركس الخليلى، وأيتمش، ولما وقع النهب فى المراكب حضر إلى جدة جماعة من الأشراف من أصحاب عنان، منهم على بن مبارك بن رميثة، فأقبل عليه آل عجلان وأمّروه، وجعلوا نصف المتحصل من ذلك له، وأضافوا إليه جماعة منهم يكونون فى خدمته، والنصف الثانى لعلىّ بن عجلان يتصرّف فيه جماعته، وعمّوا بالعطاء كل من حضر إليهم من الأشراف من أصحاب عنان.

ولما لم يبق يجدة شئ أجمع رأيهم على المسير إلى مكة، فتوجهوا إليها فى ثامن جمادى الأولى، فلما بلغوا الركانى فارقهم علىّ بن مبارك ابن رميثة وقصد عنانا متخفيا؛ وذلك خوفا من آل عجلان، ثم تبعه ابنه وغيره (١) من إخوته، فقصد آل عجلان البرابر من وادى مرّ وأقاموا بها، وصار عبيدهم ينتشرون فى الطرقات ويتخطفون ما يجدونه، وأهل مكة فى خوف منهم ووجل.


(١) فى الأصول «وعشرة» والمثبت عن العقد الثمين ٨٨:٧.