للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان عنان فى هذه المدة مقيما بمكة، ولم يستطع الخروج إليهم، واحتاج فأخذ ما كان فى بيت شمس الدين بن جنّ البير وكيل الأمير جركس الخليلى الأمير آخور الملكى الظاهرى - (١) وأحد خواصّ السلطان (١) - من الغلال والقماش والسكر وغير ذلك - وكان شيئا كثيرا - وأعطى ذلك لبنى حسن وغيرهم. فترفع به حال عنان وقتا، وكان الذين مع كبيش يختلفون على عنان، فأرضى حمد [بن ثقبة] (٢) بن رميثة، وعقيل بن مبارك (٣) لما أتاه منافرا لآل عجلان؛ فصار لعلى بن مبارك وأخيه عقيل نصف البلاد، ولعنان وأحمد بن ثقبة النصف، وصار يدعى للأربعة على زمزم، وفى الخطب الصغار (٤) فى رمضان. وأما فى خطبة الجمعة فلا يدعى إلا لعنان؛ لأن الخطيب بمكة لم يوافق على الدعاء لغيره. ورأى عنان أن فى ذلك تقوية لأمره، فكان الأمر بخلاف ذلك؛ لكثرة ما حصل عليه من الاختلاف.

وبلغ ذلك جميعه - مع ما اتفق بجدة ومكّة من النهب - السلطان بمصر، فعزل عنانا، وولى علىّ بن عجلان إمرة مكة عوضه؛ حنقا عليه لما اتفق فى ولايته.


(١) فى الأصول «وأخذ حواصل السلطان» والمثبت عن العقد الثمين ٦:
٤٣٥ - (٢) إضافة عن العقد الثمين ٢٢:٣.
(٣) انظر العقد الثمين ١١٦:٦ برقم ٢٠١٤.
(٤) انظر فى الخطب الصغار رحلة ابن جبير ص ١٢٤ وما بعدها.