للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووصل إلى السيد على فى النصف الثانى من شعبان تقليد وخلعة مع نجاب معتبر من العيساوية، فبعثه كبيش إلى عنان لإعلامه بذلك وإخلاء البلاد لهم، فامتنع من ذلك أصحاب عنان، وصمموا على القتال، وتابعهم على ذلك عنان؛ فجمع كبيش أصحابه القواد العمرة والحميضات، وصرف عليهم هو ومحمد بن بعلجد مالا عظيما من الزباد (١) والمسك والإبل وغير ذلك، وتوجهوا إلى مكة فى نحو مائة فارس وألف راجل، فى آخر اليوم التاسع والعشرين من شعبان، وأخذوا طريق الواسطية وساروا قليلا حتى أصبحوا فى يوم السبت الموفى ثلاثين من شعبان وهم بآبار الزاهر أو حولها، فاقتضى رأى الشريف محمد بن محمود بن أحمد بن رميثة النزول هناك يستريحون، ويلحق بهم من يوادّهم ممن هو مع عنان فى الليلة المسفرة. فأبى ذلك كبيش، وخشى من طول الإقامة. أو أن يصنع معه بنو حسن كما صنعوا معه بجدة أولا؛ من [أن] (٢) كلا منهم يجير فى كل يوم من القتال، وصمم على القتال فى ذلك اليوم، وسار العسكر إلى مكة، وأخذوا الطريق التى تخرجهم من الزاهر إلى شعب أذاخر، فلما قطعوا الشعب افترق العسكر؛ فأخذ الحميضات الطريق التى تخرجهم على مسجد الإجابة، وأخذ كبيش ومن معه من القواد العمرة والعبيد ثنية أذاخر. وهو طريق أقرب إلى الأبطح، فرأوا


(١) الزباد: حيوان ثديىّ من الفصيلة الزبادية قريب من السنانير له كيس عطر قريب من الشرج، يفرز مادة دهنية تستخدم فى الشرق أساسا للعطر. (المعجم الوسيط)
(٢) سقط فى الأصول والمثبت من العقد الثمين ٨٩:٧.