للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالأبطح عنانا وأصحابه - وكانوا قريبا منهم فى المقدار - فأزال الرّجل الذى مع كبيش الرجل الذى مع عنان عن مواضعهم بعد قتال جرى بينهم (١)، وعقروا الجمال التى عليها طبلخانتهم (٢)، وصاح كبيش بعنان يطلبه للبراز، فلم يجبه، وبرز إليه بعض الأشراف، فلم يره كبيش كفؤا له، وضربه كبيش برمح معه فأصابت الضربة فرس المضروب فقتلها/، وسقط راكبها، فعمد بعض أصحاب عنان إلى فرس كبيش فعقرها، فسقط كبيش إلى الأرض وصار راجلا فقصده أصحاب عنان من كل جانب وقاتلوه، فقاتلهم أشدّ القتال، ثم إن بعضهم استغفله فى حال قتاله ورفع الدرع عن ساقه وضربه فيه ضربة حتى جثا على ركبتيه، وقاتل وهو على تلك الحالة حتى أزهقت روحه، وانهزم أصحابه الذين شهدوا معه الحرب بعد سقوطه عن فرسه إلى الأرض. وأما الحميضات فإنهم لم يقاتلوا جملة؛ لمباطنة بينهم وبين عنان، وقتل فى هذا اليوم من القواد العمرة لقاح بن منصور، وجماعة من عبيد آل عجلان، يقال إنهم عشرون، ورجع بقيتهم بمن معهم من ساداتهم إلى منزلهم بوادى مرّ، وأجار عنان من اللحاق بهم، ودخل هو وأصحابه مكة مسرورين بالنصر بعد أن كاد يتم عليهم الغلب. وكان [من] (٣) أسباب نصرهم معاجلة آل


(١) فى الأصول «منهم» والمثبت عن العقد الثمين ٨٩:٧.
(٢) الطبلخانة: مجموعة من الطبول، يدق بها فى المواكب الرسمية، أو فى المواقع الحربية، أو على أبواب السلاطين وبعض الأمراء .. (دولة سلاطين المماليك ورسومهم فى مصر ١٧٩).
(٣) إضافة عن العقد الثمين ٤٣٦:٦.