للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأجابه السلطان لسؤاله فى رابع ربيع الآخر، ولكن أقرّ علىّ بن عجلان على ولاية نصف إمرة مكة شريكا لعنان.

وتجهّز عنان إلى مكة ومعه شخص تركىّ من جهة السلطان ليقلّده الولاية بمكة، فلما انتهى عنان إلى ينبع حسن له أمير ينبع وبير ابن مخبار أن يحارب معه بنى إبراهيم، ووعده بشئ على ذلك، فمال إلى ذلك عنان، وحارب مع وبير بنى إبراهيم؛ فظهروا على بنى إبراهيم.

ثم توجّه عنان إلى مكة وتلقّاه كثير من بنى حسن قبل وصوله إلى الوادى فى النصف الأول من شعبان، ثم مشى الناس فى الألفة بينه وبين آل عجلان، فمال كل منهم إلى ذلك، فتوافقوا على أن كلا منهما يدخل مكة إذا عرضت له حاجة فيقضيها فإذا قضاها خرج من مكة، ولكل منهما بها نوّاب؛ بعضهم يقبض ما يخصّ كلا منهما من المتحصل، وبعضهم للحكم بها، وأن يكون القوّاد مع عنان، والأشراف مع على؛ لملايمتهم له قبل وصول عنان، فرضيا بذلك، وفعلا ما اتفقا عليه، وكان أصحاب كل منهما (١) غالبين على أمره.

وفيها كان أمير الحاج المصرى عبد الرحيم بن منكلى بغا الشمسى، وحج الأمير محمد بن أبى هلال الرسول (٢)، وفقيه بلاد


(١) فى الأصول «وكان أصحاب على» والمثبت عن العقد الثمين ٢٠٩:٦.
(٢) أى رسول صاحب تونس، وكان قدم برسالة منه إلى مصر، وأعيد بجوابها فى السنة القادمة. (السلوك للمقريزى ٧٣٥:٣/ ٢).