للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المغرب أبو عبد الله محمد بن محمد بن عرفة، وشيخنا القاضى شمس الدين بن الجزرى، وخلق كثير جدا، وعملت خوند أم بيبرس عائشة أخت السلطان كسوة للحجرة النبوية، وبالغت فى تحسينها، وعملت بابها مطرزا بالذهب. فلما وصل الحاج عجرود (١) أصابهم عطش شديد؛ بحيث بيعت قربة الماء بنحو مائة درهم، ورجع كثير من الحاج. وفى عود الحاج من مكة أصابتهم مشقّات لسوء سيرة ابن منكلى بغا ورذالته وفساده، بخلاف (٢) الركب الأول فإن أميرهم بيسق الشيخونى أمير آخور، كان مشكور السيرة؛ ومع ذلك نزل بالجمال وباء كثير ففنى كثير منهم (٣).

وفيها جدد الأمير قطلوبك الناصرى أحد الأبيار الأربعة من آبار العسيلة بعد دثورها (٤).

وفيها - فى آخرها، أو فى السنة التى بعدها - تزوّج السيد عنان بن مغامس بن رميثة فاطمة بنت أحمد بن عجلان بن رميثة (٥).


(١) عجرود: منزلة من منازل الحاج على طريق الحاج المصرى فى الجنوب الغربى من السويس على مسافة عشرين كيلو منها، ومن هناك كان يرجع المرضى والمنقطعون والمشيعون. (الرحلة الحجازية ٣٣).
(٢) كذا فى ت. وفى م والسلوك للمقريزى ٧٢٨:٣/ ٢ «إلا الركب الأول».
(٣) السلوك للمقريزى ٧٢٥:٣/ ٢، ٧٢٨، ونزهة النفوس ٣١٥:١، ٣١٨، ودرر الفرائد ٣١٤.
(٤) شفاء الغرام ٣٤٥:١، ٣٤٦. وتقع بئار العسيلة بظاهر مكة بأعلاها.
(٥) العقد الثمين ٢٩٤:٨.