للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذهب. وأحسن الأمراء إليه لإقبال السلطان عليه؛ فحصّل غلمانا من الترك قيل إنهم مائة، وخيلا قيل إنها مائة، ونفقة جيّدة، وخلع على السيد عنان والشريف على بن مبارك خلعتى إنعام، وأمر السلطان السيد عنانا بالإقامة بمصر، ورتب له شيئا يصرفه ولم يسجنه (١).

وكان الشريف جار الله بن حمزة بن راجح بن أبى نمى دخل مصر بإثر دخول الشريفين على وعنان طمعا فى الإمرة بمكة، ونافر السيد عليا؛ فسعى السيد على فى التشويش عليه واعتقاله، فداهن جار الله محمودا الأستادار عن نفسه بالمدرسة التى أنشأها بدار العجلة بمكة، وسلم من الاعتقال، وأمر بمعاضدة السيد على؛ فما وسع جار الله إلا أن يخضع للسيد على ليقل شغبه عليه (٢)، فتوجها مع الحاج إلى مكة فدخلاها، وكان يوم دخولها يوما مشهودا، وأقام السيد على بخدمة الحاج فى أيام الموسم، وحج ناس كثير من اليمن بمتاجر، وانكسر من جلابهم ببندر جدة ست وثلاثون جلبة - فيما قيل - من ريح عاصف، وسافروا من مكة بعد قضاء وطرهم منها فى قافلتين، وصحبهم فيها السيد على بعسكره، وأطلق القافلة الثانية من المكس المأخوذ منهم بمكة (٣).

وكان غالب الأشراف آل أبى نمى لم يحجوا فى هذه السنة؛


(١) العقد الثمين ٤٤٠:٦.
(٢) العقد الثمين ٤٠٥:٣.
(٣) العقد الثمين ٢١٠:٦.