للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنان إلى مكة ويتجّهز منها لسفره؛ فإذا أتمّ جهازه خرج وعادوا إليها. فما وسع السيد على إلا الموافقة؛ فخرج المشار إليهم إلى منى، ودخل عنان مكة، وأقام بها مدة يسيرة حتى انقضى جهازه.

فلما انقضى جهازه سافر منها فى جمادى الآخرة إلى مصر، وتلاه إليها السيد على، وترك بمكة أخاه محمد بن عجلان مع العبيد، وقصد المدينة الشريفة، فزار جدّه المصطفى وغيره، وجمع الناس بالحرم النبوى لقراءة ختمة شريفة للسلطان والدعاء له عقبها، وكتب بذلك محضرا يتضمن ذلك. وما اتفق ذلك لعنان؛ لأنه قصد من بدر ينبع ليسبق منها عليا إلى مصر (١).

ولما وصل السيد على إلى مصر أهدى للسلطان وغيره هدايا حسنة، واجتمع بالسلطان يوم الخميس خامس شعبان فى يوم الموكب بالإيوان، وأقبل عليه السلطان كثيرا، وأمره بالجلوس فوق عنان مع شيخوخته، وكان جلس تحته، ثم فى حادى عشر شعبان فوّض السلطان إلى السيد على إمرة مكة بمفرده من غير شريك، وأعطاه أربعين فرسا، وعشرة مماليك من الترك، وثلاثة آلاف إردب قمح، وألف إردب شعير، وألف إردب فول؛ ومما أحسن إليه به فرس خاص، وسرج مغرق بالذهب، وكنبوش (٢) ذهب، وسلسلة


(١) العقد الثمين ٢١٠:٦.
(٢) الكنبوش: غطاء مزركش بالقصب أو غيره، يجعل على ظهر الحصان تحت السرج، ويطلق أيضا على الستر أو الطرحة المزركشة التى تغطى الحصان.
(هامش النجوم الزاهرة ١١:٧، والخطط لعلى مبارك ٧٠:١٠).