وفيها قتل السيد على بن عجلان يوم الأربعاء سابع شوال، وسبب قتله ما تقدم من مسكه للأشراف؛ فحقدت الأشراف عليه لذلك، وأضمروا له السوء؛ رجاء أن يتولى عنان، واستعملوا معهم أحمد بن على بن مبارك بن رميثة الهدبانى؛ حتى لا يخلون شورهم من رميثى، ووعدوه بولاية أبيه على بن مبارك - وكان بالقاهرة - وعيّنوا لقتله يوم يكون فى بيت بنت حازم بن عبد الكريم. فأرسلوا - وهم يومئذ بالجديد - إلى الهدبانى فى أول النهار فينقض عليهم. فلما خرج السيد على من بيت زوجته إلى البراز اتبعه الكردىّ ولد عبد الكريم بن مخيط، وجندب بن جخيدب بن لحاف، وعبيّة بن واصل - وكانوا يسكرون - فبدر إليه الكردى يسايره وهو راكب راحلته، والسيد علىّ على فرس، فأهوى إليه الكردىّ بجنبيّة كانت معه، فطاحا جميعا إلى الأرض، فوثب عليه السيد على فضربه بالسيف ضربة كاد يهلك منها، وولى السيد على راجعا إلى الحلّة، فأغرى به غلام لصهره حازم بن عبد الكريم يقال له أبو نمى الأشراف جندبا وعبيّة، وحمزة بن قاسم، وعرفهم أنه قتل الكرديّ، فوثبوا على السيد على فقتلوه وقطّعوه وكفنوه، وبعثوا به إلى مكة فى شجار (١)، فوصل إلى المعلاة فى ليلة الخميس ثامن شوال، فصلّى عليه، ودفن عند أبيه. وعظم قتله على الناس سيّما أهل مكة؛ لأنهم تخوّفوا أن الأشراف يقصدون مكة وينهبونها، وتخيل ذلك بعض العبيد الذين فى خدمة السيد على، وهمّوا
(١) الشجار: محفة دون ظلة، أو هودج صغير. أو مركب من مراكب النساء أصغر من الهودج مكشوف الرأس (تاج العروس. المعجم الوسيط).