للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما كان قبل يوم التروية بليلة أو ليلتين توجّه السيد حسن بأمراء الحاج كلهم، وجماعة من الترك والمغاربة إلى وادى مرّ، فقصد/ ٢٦٥ الأشراف بسبب سوء بلغه عنهم؛ فانهزموا إلى الهدة، وما ظفروا إلا بأحمد بن فيّاض بن سويد فقتل، وعادوا إلى مكة (١).

وفيها - قبيل الموسم - كحل بعض غلمان ذوى عمر، لتنجيله (٢) بعض الجلاب قبل بلوغها ساحل جدة. وحصل من ذلك رعب فى قلوب بنى حسن، وما جسر أحد [على] (٣) أن ينجل قبل جدة إلا فى الوقت الذى أذن فيه السيد حسن؛ وهو هلال ذى الحجة، وما قرب منه بأيام يسيرة.

وفيها قدم السيد محمد بن عجلان بن رميثة اليمن، فأكرمه الأشرف (٤)، وناله برّ طائل، وجهز معه محملا إلى مكة بعد انقطاع المحمل من اليمن نحو عشرين سنة؛ من سنة إحدى وثمانين وسبعمائة.

وحج من أهل اليمن صحبة المحمل ناس كثير، وعليهم أمير من جهته، وأصابهم فى إقبالهم إلى مكة بالقرب منها بيلملم عطش عظيم


(١) المرجع السابق.
(٢) التنجيل: إنزال التجارة من السفن إلى البر، وهى كلمة شائعة على ألسنة سكان جدة (هامش المرجع السابق).
(٣) إضافة عن المرجع السابق.
(٤) هو الملك الأشرف إسماعيل بن العباس بن على بن رسول، المتوفى سنة ٨٠٣ هـ. (الدليل الشافى ١٢٤:١ برقم ٤٣٣، والضوء اللامع ٢٩٩:٢ برقم ٩٢٢).