للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فشكا السيد حسن إلى أمير الحاج من الأمير بيسق الشيخى أمير الرجبية، والمتحدث فى عمارة الحرم، وأن العبيد همّوا غير مرّة بقتله لثقله عليهم؛ فاستدعاه وأصلح بينه وبينهم، وأقام بمكة ليتم عمارته (١).

فلما وصل أمير الحاج إلى ينبع - وهو راجع - نادى فى الحاج: من كان فقيرا فليحضر إلى خيمة الأمير يأخذ عشرة دراهم وقميصا. فاجتمع عنده عدة من الفقراء؛ فقبض عليهم وسلّمهم إلى أمير ينبع. وأمره أن ينزلهم فى مراكب البحر ليسيروا إلى الطور، ورحل بالحاج من فوره، فتأخر الفقراء بينبع (١).

ووقع فى الركب الشامى من الموت فجأة أمر عجيب حتى كان الرجل يمشى بعد ما أكل وشرب واستراح فيرتعد ويقع ميتا، فمات ٢٦٩ منه خلق كثيرون (٢).

وتوجّه الحاج من مكة، فبلغ السيد حسنا أن القواد وغيرهم طمعوا فى أهل اليمن؛ فخرج فى صحبتهم إلى جدة، ومعه الأمير بيسق - فى آخر الحجة، وعاد إلى مكة بعد سفر اليمنيين من حدة سالمين (٣).


(١) السلوك للمقريزى ٩٨٠:٣/ ٣.
(٢) درر الفرائد ٣١٦.
(٣) العقد الثمين ٩٤:٤.