للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخرج خمسة آلاف شقة بطاين معدة لأكفان الموتى، فنقل ذلك كله. وهم أحد بنى عمه بأخذ قناديل الحجرة الشريفة، فمنعه، وأخذ آخر بسط الروضة الشريفة؛ فأمره جمّاز بردها، وصادر بعض الخدام، ثم خرج من الغد حادى عشره راحلا. فقصد العرب المجتمعة الرجوع فرماهم الناس بالحجارة.

وجهز السيد حسن إلى المدينة الشريفة عسكرا مع ابنه السيد أحمد بن حسن على طريق الجادة، والسيد عجلان بن نعير من مكة إلى المدينة على طريق الشرق؛ ليضمّ إليه جماعة ويسير بهم إلى المدينة، فدخلها عجلان فى تاسع عشر جمادى الأولى ومعه آل منصور - بعد خروج جمّاز بن هبة منها بأيام - فنودى بالأمان. ومن الغد قدم العسكر من مكة مع السيد أحمد بن حسن، وهم مائتان وستون ما بين فارس وراجل، واثنان وعشرون مملوكا، وصحبتهم رضىّ الدين أبو حامد محمد ابن عبد الرحمن المطرى (١) متوليا لقضاء المدينة الشريفة من قبل السلطان، قدم من القاهرة بولايته؛ فقرئ توقيعه بعد توقيع السيد حسن ابن عجلان، وتضمن استقراره فى سلطنة المدينة وينبع وخليص والصّفراء وأعمالها، وقرئ بعده مرسوم آخر باستقرار الشريف نابت وتسليمه المدينة، وإيقاع الحوطة على الشريف جمّاز، وما تحت يده من ناطق وصامت. وقرئ توقيع من جهة الشريف باستنابته الشريف عجلان ابن نعير على المدينة. ثم تبع طائفة من العسكر جمّاز بن هبة فلم يدركوه، فتوجه العسكر بعد أيام من المدينة عائدا إلى مكة (٢).


(١) انظر ترجمته فى العقد الثمين ١٠٥:٢ برقم ٢٦١.
(٢) السلوك للمقريزى ٧٦:٤/ ١.