للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها وصل ياقوت الحبشى - خادم السلطان غياث الدين أبى المظفر أعظم شاه بن إسكندر شاه صاحب بنجالة من بلاد الهند - بصدقات طائلة من مولاه لأهل مكة، ففرقها عليهم، وانتفع الناس بها، وعم بذلك النفع. ووصل أيضا بخلع لقضاة الشرع وأئمته، وشيخ الحجبة وزمزم، وبعث مع مخدومه هدية طائلة للسيد حسن، وكذلك من وزيره خان (١) جهان، وكتابا من مخدومه للسيد حسن بأن يعين رسوله ياقوتا الغياثى فيما ندبه له من عمارة مدرسة بمكة، وشراء أوقاف لها؛ فباع السيد حسن من ياقوت دارين متلاصقين مجاورتين للمسجد الحرام، فهدمهما ياقوت وجعلهما مدرسة. وابتدأ فى عمارتها فى رمضان، ولم تنقض هذه السنة حتى فرغ من عمارتها سفلها (٢) وغالب علوها، وباع السيد حسن من ياقوت أصيلتين بالركانى، إحداهما تعرف بسلمة والأخرى بالحلى (٣)، وأربع وجاب من قرار عين ضيعة الركانى، ثنتان منها يعرفان بحسين بن منصور ليله ونهاره، وثنتان يعرفان بحسين بن يحيى ليله ونهاره. وما رضى السيد حسن فى الدارين وفى الأصيلتين والأربع وجاب إلا باثنى عشر ألف مثقال؛ فسلم ياقوت للسيد حسن شاشات عوضا عن ذلك؛ لأنه


(١) فى الأصول «معان» والمثبت عن العقد الثمين ١٠٨:٤.
(٢) فى الأصول «سقفها» والمثبت عن شفاء الغرام ٣٢٩:١، والعقد الثمين ٣٢٠:٣.
(٣) كذا فى الأصول، وفى شفاء الغرام ٣٢٩:١ «بالحل». وفى العقد الثمين ٣٢١:٣ «بالخلّى».