للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحج صاحب كلوة (١) المنصور حسن بن المؤيد سليمان، وأحسن إلى أعيان أهل الحرم، وزار النبى بعد الحج (٢).

ولم ينفر الحاج من منى إلا بعد الزوال من اليوم الرابع عشر من ذى الحجة؛ لرغبة التجار فى ذلك، فازدادوا فى الإقامة يوما ملفقا.

وكانت الوقفة يوم الجمعة (٣).

وكان أمير الحاج الشامى تنكزبغا الحططىّ (٤).

وفيها بعد الحج قبض السيد حسن ما كان للقاضى وجيه الدين [عبد الرحمن بن جميع] (٥) لدى سفرائه من الأموال، واستقصى فى ذلك. ويقال إن بعض غلمانه من المولدين هموا فيه بسوء؛ لكونه لم يسمح لهم ولا لغيرهم بشيء من ذلك، فما تمكنوا منه لتيقظه لهم، فإن خبرهم بلغه من بعض من كان حالفهم عليه (٦) من القواد، وأحسن لمن أعلمه بذلك ولغيره من القواد، وأعرض عن المولدين ونفر منهم؛ فبانوا عنه، ولايموا القوّاد مدة أشهر. وما كل المولدين بان عنه، وإنما بان منهم المسيء فى حقه، وبعث إلى صاحب اليمن يخبره


(١) كلوة: موضع ومدينة بأرض الزنج. (معجم البلدان لياقوت).
(٢) شفاء الغرام ٢٥٤:٢، والعقد الثمين ١٩٩:١، ودرر الفرائد ٦٨٢.
(٣) شفاء الغرام ٢٥٤:٢، والعقد الثمين ١٩٩:١.
(٤) السلوك للمقريزى ١٥٩:٤/ ١.
(٥) إضافة عن العقد الثمين ١٠٩:٤.
(٦) كذا فى م، والعقد الثمين ١٠٩:٤. وفى ت «من كان جالسهم من القواد».