للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لهم: إذا وصل إليكم شكر فاذهبوا إلى مكة، فأقبلت الجلاب إلى مكة، وكان المقدم عليها القاضى مفلح التركى، فوصل إلى مكة فى أوائل العشر الأوسط من ذى القعدة، ونجلت الجلاب بجدة، وتوجه بعد الحج إلى اليمن بعد أن جمع أعيان الناس من أهل مكة والمجاورين بها لقراءة ختمة شريفة بالمسجد الحرام ليلا، وأمر بإهداء ثوابها لمخدومه، وبالدعاء له، واحتفل بإحضار شمع كثير أوقد فى حال القراءة، وإحضار بخور وطيب للحاضرين، وعمل فى صبيحة هذه الليلة سماطا [عظيما] (١) حضره الأعيان من الناس وغيرهم، وفعل فى مدة مقامه بمكة معروفا كثيرا.

وفيها - قبل جمادى الآخرة - كان جمل للفاروثى (٢)، وكان يكلّف فوق طاقته، فلما كان يوما هرب إلى المسجد الحرام ودخله، ولم يزل يطوف بالبيت حتى كمل له ثلاثة أسابيع مع أن الناس يريدون إمساكه وإخراجه من المسجد؛ فما قدروا على ذلك، وكان إذا دنا منه شخص دقه بفيه وغلبه. فلما قضى الثلاثة الأسابيع قال الناس بعضهم لبعض: اتركوه. فتركوه، فجاء إلى الحجر الأسود فقبله ساعة، ثم راح إلى عند مقام الحنفية تجاه الميزاب، فبرك عنده ثم بكى ساعة، وألقى نفسه على الأرض فمات، فحمل إلى ما بين الصفا والمروة (٣).


(١) إضافة عن العقد الثمين ١١٤:٤.
(٢) واسمه فى إنباء الغمر ١٦:٣، ونزهة النفوس ٣٢٤:٢ «حسن الفاروثى».
(٣) وانظر المرجعين السابقين فى أخبار سنة ٨١٦ هـ، ودرر الفرائد ٣١٩.