فلكية أو أزيد. ولما توجه رميثة لمكة لم يكن معهم به علم، وكان من خبر السيد حسن أنه لما أخبر بقصدهم لمكة شق ذلك عليه؛ لتخيله أنهم بنهبونها ويتقوون بذلك، ويتحصنون فيها. فلما انتهى إلى الزاهر أتاه بعض أصحابه من مكة، فأخبره بخروجهم منها، وعدم إفسادهم فيها، وقصدهم إلى الأبطح. فنزل على الأبطح من ثنية المقبرة، ورأى أوائل عسكره أصحاب رميثة خارجين من مكة، فاتّبعوهم وتلاهم الباقون. ثم إن السيد حسن سئل فى الرجوع عنهم رحمة لهم، فرحمهم وعاد إلى مكة.
وأمر السيد حسن بعمارة سور باب المعلاة، وباب الماجن؛ لأنهما كانا غير حصينين، لقصر جدرانهما فى مواضع، وتخلل البناء فيهما فى مواضع، ولا سيما فى باب الماجن. فعمرهما من الجبل إلى الجبل، ورفع جدار السورين عما كانا عليه (١).
وبلغ السيد حسنا أن رميثة وجمعه مقيمون بنخلة؛ فتوجه إليهم حتى انتهى إلى نخلة، ففارقوها وقصدوا الطائف، فبعث بعض خواص السيد حسن إلى أهل الطائف بالإعراض عنهم؛ فأعرض عنهم ناس، وأكرمهم ناس بما ليس فيه كبير جدوى، فقصدوا نعمان ليتوصلوا منه إلى اليمن، فسلكوا طريق النّقب حتى بلغوه، وانتهوا إلى عرب باليمن؛ فحاربوهم وكسبوا منهم ما تجمّل به حالهم. وبدا من رميثة فى هذا اليوم ما يدل على كثرة شجاعته، وأقاموا باليمن مدة، ثم عادوا