للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقصدوا جدة، وخفى على السيد حسن مسيرهم إليها. ولما وصلوا جدة نهبوها، وأحرقوا (١) بيت الصبحى، وذلك فى العشر الأوسط من رمضان، وبلغ خبرهم السيد حسنا فبادر إليهم، ولا قوة بقرب جدة متأهبين للقائه، فمنعه من محاربتهم القواد ولم يمكنه المخالفة، وطيّبوا نفسه بإخراج رميثة ومن معه من جدة، ومكنوه منها. ثم قطعوا بين الفريقين حسبا، وسعوا فى الصلح بين الفريقين، فلم يتفق ذلك؛ لأن السيد حسنا لم يوافق على دخول من التفّ على السيد رميثة من العبيد والمولدين فى الصلح، وأبى رميثة إلا دخولهم، وعرف كل من السيد حسن ورميثة أن القواد لا تمكن أحدا منهما من الآخر؛ فتسالموا من (٢) القتال حتى ينقضى الحج من هذه السنة.

فلما كان فى الموسم قدم صاحب ينبع مقبل بن مخبار (٣) وجماعة من أصحابه لنصر السيد حسن. فلما كان فى الموسم بعد الحج توجه السيد حسن إلى العد بعسكره ومعه مقبل بن مخبار (٣) وجماعته؛ فعرف رميثة وأصحابه أنهم لا قدرة لهم على المذكورين، وأن من تخيلوا منه النصر من ذوى عمر الملايمين لحسن لا يمكنهم النصر فى هذا الوقت، فقصد رميثة والأقوياء من أصحابه إلى جهة اليمن فى البر، وركب الضعفاء منهم البحر. واجتمعوا بحلى.


(١) كذا فى الأصول. وفى العقد الثمين ١١٦:٤ «وأخربوا».
(٢) فى الأصول «أمر» والمثبت عن العقد الثمين ١١٧:٤.
(٣) كذا فى الأصول، والعقد الثمين ١١٧:٤. وفى الضوء اللامع ١٠:
١٦٧ - «نخبار».