للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقال: فتربّص الناس به تلك الليلة وقالوا: ننظر، فإن أصيب لم نهدم شيئا ورددناه كما كان، وإن لم يصبه شئ فقد رضى الله ما صنعنا (١).

فأصبح الوليد غاديا على عمله، فلما أن رأته قريش ولم يأتهم ما يخافون من العذاب فهدمت قريش معه حتى بلغوا الأساس الذى رفع عليه إبراهيم وإسماعيل القواعد من البيت، فأفضوا إلى حجارة خضر كأنها الإبل الخلف لا يطيق الحجر منها ثلاثون رجلا، يحرّك الحجر منها فترتجّ جوانبها، قد تشبك بعضها ببعض-وقيل: تحرك حجر فانتفضت مكة بأسرها-فأدخل الوليد بن المغيرة عتلته بين الحجرين فانفلقت منه فلقة فأخذها أبو وهب بن عمرو بن عائذ (٢) ابن عمران بن مخزوم-وقيل عامر بن نوفل بن عبد مناف، والأوّل أثبت-فنزت من يده حتى عادت فى مكانها، وطارت من تحتها برقة كادت أن تخطف أبصارهم، ورجفت مكة بأسرها، فلما رأوا ذلك أمسكوا عن أن ينظروا ما تحت ذلك (٣).

ويقال: إن قريشا لما هدموا الكعبة وأرادوا أن يأخذوا فى بنائها أحضروا عمّالهم، فلم يقدر رجل منهم أن يمضى أمامه موضع قدمه، وزعموا أنهم رأوا حيّة قد أحاطت بالبيت ورأسها عند ذنبها، فأشفقوا


(١) الاكتفا ١:٢٠٧، وشرح المواهب ١:٢٠٤.
(٢) فى الأصول «عابد» والمثبت عن سيرة النبى لابن هشام ١:١٢٤، وأخبار مكة للأزرقى ١:١٦٣، وتاريخ الخميس ١:١١٥.
(٣) أخبار مكة للأزرقى ١:١٦٢،١٦٣.