للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منها شفقة شديدة، وخشوا أن يكونوا قد وقعوا-مما عملوا-فى هلكة،-وكانت الكعبة حرزهم ومنعتهم من الناس، وشرفا لهم- فسقط فى أيديهم، وألبس عليهم أمرهم؛ فقام المغيرة بن عبد الله بن عمر (١) بن مخزوم فقال: هل لكم فى أمر تبتغون به مرضاة رب هذا البيت، فإذا اجتهدتم رأيكم وجهدتم جهدكم نظرتم، فإن خلّى الله بينكم وبين بنيانها فذلك الذى أردتم، وإن حال بينكم وبينه كان ذلك وقد اجتهدتم. ثم قالوا: أشر علينا. قال: إنكم قد جمعتم لنفقة هذا البيت ما قد علمتم، وإنكم قد أخذتم فى هدمه وبنيانه على تحاسد منكم، وإنى أرى أن تقسّموا أربعة أقسام على منازلكم فى الآل والأرحام، ثم تقسّموا البيت على أربعة أقسام، ولا تجعلوا أحد جوانب البيت كاملا لكل ربع، ولكن اقتسموه أنصافا من كل جانب من جوانب البيت، فإذا فعلتم ذلك فليعين كل ربع منكم نصيبه، ولا تجعلنّ فى نفقة البيت شيئا أصبتموه غصبا، ولا قطعتم فيه رحما، ولا انتهكتم فيه ذمّة بينكم وبين أحد من الناس، فإذا فعلتم ذلك فاقترعوا بفناء البيت، ولا تنازعوا ولا تنافسوا، وليصب (٢) كل ربع منكم موضع سهمه، ثم انطلقوا بعمالكم فلعلكم إذا فعلتم ذلك أن تخلصوا إليها. فلما سمعوا قول المغيرة رضوا به وانتهوا إليه، وفعلوا الذى أمرهم به. فلما فعلوا ذلك ذهبت الحية فى السماء وتغيّبت عنهم، ورأوا أن ذلك من الله ﷿ (٣).


(١) كذا فى ت، هـ، ودلائل النبوة ١:٣٣١. وفى م والسيرة النبوية لابن كثير ١: ٢٧٥. «عمرو».
(٢) فى ت «وليجر» وفى م «وليصير» وفى هـ «وليصر». والمثبت عن دلائل النبوة ١:٣٣٢.
(٣) المرجع السابق ١:٣٣١،٣٣٢.