للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وترك الدعاء للخليفة؛ لكون الدعاء له لم يعهد بمكة من بعد المستعصم فيما قيل. فلما كان الموسم من هذه السنة وصل القاضى جمال الدين عهد بالخطابة دون النظر والحسبة، وباشرها مع القضاء وما معه؛ فخطب فى يوم الجمعة ثانى ذى الحجة، وأعاد الدعاء للخليفة المستعين بالله بالصلاح قبل المؤيد (١).

وفيها حج العراقيون بمحمل على العادة من بغداد (٢).

وفيها - فى أول يوم من ذى الحجة - قدم بعض خواص المؤيد فرأى جانب باب الكعبة الأيمن محتاجا إلى الحلية؛ فحلاّه بفضة وطلاه بذهب، ومقدار الفضة التى حلى بها مائة درهم ونيف وتسعون درهما، وفرغ من ذلك قبل الطلوع إلى عرفة، واستحسن الناس ذلك (٣).

وفيها كان الغلاء فى غالبها إلا أنه كان دون الغلاء الذى كان بعد الحج من سنة قبلها. وكانت الغرارة الحنطة فى هذه السنة إلى آخر القعدة منها لا تنقص عن تسعة أفلورية، وربما بلغت خمسة عشر أفلوريا، وفى الغالب يزيد على العشرة الأفلورية بأفلورى وشبهه. وكانت الذرة بنحو من ذلك. وبلغ المنّ التمر إلى الصيف ثمانية مسعودية.

وكان فيها سعر المأكولات أرخص كثيرا من موسم السنة قبلها (٤).


(١) العقد الثمين ٣٧٤:١، ٣٧٥، ٥٧:٢، وشفاء الغرام ٢٥٥:٢.
(٢) شفاء الغرام ٢٥٥:٢، ودرر الفرائد ٣٢٠.
(٣) شفاء الغرام ١٠٤:١، وتاريخ الكعبة المعظمة ١٩٩.
(٤) انظر أخبار غلاء هذه السنة فى شفاء الغرام ٢٧٦:٢.