للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وليلة الخميس نهب كبير وجراحات فى الناس. ولم يحج فى هذه السنة من أهل مكة إلا قليل. ونفر الحاج فى بكرة يوم النفر الثانى، ونزلوا قريبا من التنعيم، وطافوا للوداع، ولم يتمكنوا من الخروج من أسفل مكة؛ لإغلاق باب الشبيكة دونهم. فخرجوا من باب المعلاة، وتأثر الأمير وأعيان الحاج لذلك (١). وكان من الأعيان القاضى زين الدين عبد الباسط بن خليل وهى حجته الأولى (٢).

وفيها حج ركب من بغداد على العادة، ولم يعملوا بالمسجد الحرام ختمة على العادة؛ لرحيلهم بأثر الحجاج المصريين والشاميين خوفا من زيادة الغرامة فى المكس (٣).

وفيها - فى ربيع الآخر - وصل القاضى عز الدين توقيع بالخطابة ونظر الحرم والحسبة، فقطع الدعاء للخليفة، ثم انتزعت الخطابة - فقط - للقاضى جمال الدين بن ظهيرة، واتفق أن ولايته لها كانت بعد وفاته؛ لأنه توفى فى سابع عشر رمضان، وجاء العلم بذلك صحبة أمير الحاج المصرى، فوجد القاضى جمال الدين قد توفى؛ فأبقى عز الدين على الخطابة. فلما بلغ السلطان خبر وفاة القاضى جمال الدين قرّز عز الدين فى الخطابة مع نظر الحرم والحسبة (٤).


(١) وانظر العقد الثمين ١١٩:٤، ١٢٠.
(٢) له ترجمة فى الضوء اللامع ٢٤:٤ برقم ٨١.
(٣) شفاء الغرام ٢٥٧:٢، ودرر الفرائد ٣٢٠.
(٤) العقد الثمين ٣٧٥:١.