زالّة له ولخواصه: ثلاثة عشر ألف مثقال ومائتى مثقال، ومكنهم من السّقية من جدة، ومضوا إلى ينبع.
وفيها - فى رجب - بعث السيد حسن ولده بركات، ومولاه القائد شكرا لاستعطاف المؤيد، ومعه خيل وغيرها، فقدمها فقبلت منه، وأنزل عند ناظر الخاص، والتزم السيد حسن للمؤيد بثلاثين ألف مثقال؛ فأنعم على السيد حسن بإمرة مكة، وكتب له بذلك عنه توقيع ومثال مؤرخ بثامن عشر رمضان، وجهز له مع ذلك خلعة مع بعض الخاصكية المؤيدية والنجابة السلطانية، وانتهوا إلى السيد حسن - وهو فى ناحية جدة - فى أوائل العشر الأوسط من شعبان، فبعث السيد حسن إلى القواد العمرة - وكانوا قد بانوا عنه فى شعبان، وانضموا إلى السيد رميثة بمكة - يأمرهم بالخروج من مكة؛ فتوقفوا فى ذلك. ولما تحقق أنهم ورميثة ومن انضم إليهم مجمعون على المقام بمكة قصدهم، وانتهى إلى وادى الزاهر ظاهر مكة، فى بكرة يوم السبت ثانى عشر شوال؛ فخيّم بوادى الزاهر، ومعه الأشراف آل أبى نمى، وذوو على، وذوو عبد الكريم، والأدارسة، وصاحب ينبع الشريف مقبل بن مخبار، فى عسكر جاء به معه من ينبع، غير من فى خدمته من عبيده ومن الترك، وكان الترك مائة وعشرين فيما قيل.
وأرسل إلى مشايخ القواد العمرة؛ فحضر إليه منهم ثلاثة نفر، فخوّفهم من داهية الحرب، فسألوه أن يمهلهم هذا اليوم والذى يليه؛ ليلزموا أصحابهم بالخروج من مكة. فأتوا أصحابهم فعرفوهم الخبر، فصمّم أكثرهم على عدم الخروج؛ فلم يسع الراغبون فى ذلك