للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلا الموافقة. ولما تحقق السيد حسن رحل فى بكرة يوم الاثنين رابع عشر شوال من الزاهر، وخيم بقرب العسيلة (١) على الأبطح، وأتى (٢) بعض أصحابه إلى رءوس القواد الحميضات - وكانوا مع السيد رميثة - فثبطهم عن القتال، وخوفهم غائلته؛ فلم يصغوا لذلك. فلما كان بكرة يوم الثلاثاء خامس عشر شوال ركب السيد حسن فى عسكره - وكانوا فيما قيل ثلاثمائة فارس، وأزيد من نحو ألف راجل، وكان الذين بمكة على نحو الثلث من ذلك - ولما انتهى إلى المعابدة بعث إلى الذين بمكة يحذرهم عاقبة القتال؛ لرغبته فى الإبقاء على أكثرهم. فلم يقبلوا نصيحته. ومثله ومثلهم فى ذلك كما قيل:

بذلت لهم نصحى بمنعرج اللوى … فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد

وسار بمن معه حتى دنوا من باب المعلاة؛ فأزالوا من كان عليه وقربه من أصحاب السيد رميثة بالرمى بالنشاب والأحجار، وعمد بعضهم إلى باب المعلاة فدهنه وأوقد تحته النار فاحترق حتى سقط إلى الأرض. وهذا الباب كان عمل بكنباية من بلاد الهند، فى سنة ست وثمانين وسبعمائة، وأهدى للسيد أحمد بن عجلان، وركبه على باب المعلاة السيد عنان بن مغامس فى سنة تسع وثمانين، فما ولى إمرة مكة بعد قتل محمد بن أحمد بن عجلان. وقصد بعضهم -


(١) العسيلة: بئر من الآبار التى بمنى، وهى فى منزلة بنى حسن بمنى.
(شفاء الغرام ٣٤٥:١).
(٢) كذا فى م، والعقد الثمين ١٢٠:٤. وفى ت «وأرسل».