للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فخرجوا للقائه موكبين له، ودخل معهم مكة فى يوم الخميس تاسع عشر صفر؛ فأنزلوه بمكان أعدوه له، وكسوه وضيّفوه وخدموه؛ واستحلفوه فى جوف الكعبة يوم الجمعة عشرى صفر على إخلاص الودّ منه لعمه، وحلفوا له على ذلك عن أنفسهم وعن عمه، واستحلفوا إخوته كذلك لعمهم، وحلفوا لهم. وبعد أيام قليلة مضى رميثة وإخوته لعمهم خاضعين؛ فأكرم ملاقاتهم، وأحسن إليهم، وبالغ فى الإحسان إلى رميثة، وأظهر للناس الاغتباط به كثيرا.

وما سهل ذلك بأكثر بنى حسن؛ لعلمهم أن حالهم لا يروج كثيرا إلا فى زمن الفتنة.

وعاد الشريف حسن هو وأولاد أخيه ومن معه من الأشراف إلى مكة فى جمادى الأولى. ورام السيد حسن خفض (١) القواد العمرة والحميضات، وأخذ ما معهم من الخيل والدروع، وألزمهم بذلك أو الجلاء من بلاده ومحل ولايته، وأجّلهم للجلاء نحو نصف شهر.

وعاد إلى الشرق، وأمر بعض خواصه بأخذ المطلوب من القواد أو إخراجهم من البلاد، وظن أنه لابد من حصول أحد الأمرين؛ لإطماع الشرفاء ذوى أبى نمى وذوى عبد الكريم [بالموافقة على ذلك والمساعدة له عليه، فتلطّف القواد بالشرفاء] (٢) وخضعوا لهم وخوفوهم من غائلة هذا؛ لما فيه من إضعاف الفريقين، فإن الشرفاء كانوا وافقوه على


(١) كذا فى الأصول. وفى العقد الثمين ١٢٥:٤ «حفظ».
(٢) سقط فى الأصول، والمثبت عن العقد الثمين ١٢٦:٤.