للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تسليم خيلهم ودروعهم، فإذا فعل ذلك القواد ضعفوا، وقصد الأشراف بذلك إضعاف القواد، فمال الشرفاء لقول القواد، وأعطو للشرفاء دية قتيل شريف، قتله بعض القواد فى دولة رميثة، وكان القواد ممتنعين من ديته ويقولون: نحاسبكم به مما لنا عندكم من القتلى.

وتحالف الفريقان على الأذى، واستعطف القواد ذوى رميثة أولاد أحمد ابن ثقبة بن رميثة، وأولاد على بن مبارك ولفيفهم؛ فعطفوا على القواد، ومالوا لما مال إليه ذوو أبى نمى، وحلفوا عليه.

وبلغ ذلك الشريف حسنا؛ فعاد من الشرق إلى مكة فى أوائل النصف الثانى من رجب، وقصد وادى مرّ، ونزل على الأشراف ذوى أبى نمى، ولم يجد أكثر الشرفاء على ما كان يعهد منهم، وهم مع ذلك يظهرون له الطاعة والموافقة على قصده، ويشرطون عليه فى ذلك أن يجزل الإحسان إليهم بالمال والخيل والدروع. وتوقف هو فى ذلك؛ لما عهد فى الفريقين من الأخذ وعدم الإسعاف بالقصد، كعادة أسلافهم [مع أسلافه] (١). ونزل القواد والأشراف الذين معهم بالعدّ مع ذوى ثقبة ومبارك ولفيفهم جدة واستولوا عليها، فى يوم الخميس تاسع عشر رجب، وأقاموا الشريف (٢) ميلب بن على بن المبارك، والشريف ثقبة بن أحمد بن ثقبة سلطانين، وجعلوا لكل منهما بجدة نوابا، واستولوا على ذرة كثيرة بجدة؛ نحو خمسمائة غرارة، وجبوا


(١) إضافة عن العقد الثمين ١٢٦:٤.
(٢) فى الأصول «الشريفين».