للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشريف حسن، ولا يحدثون حدثا فى طريق من طرق مكة إلى انقضاء هذه السنة وعشرة أيام من المحرم من السنة بعدها، فرضى بذلك الفريقان، وتعاقدوا عليه، وتوافقوا، وأحسن إليهم الشريف بتسليم ما وقع التفاق على تسليمه معجلا، واطمأن الناس.

وفيها استدعى السيد حسن - من حلى ومن اليمن - الذين خرجوا عن طاعته ولايموا ابن أخيه رميثة وقاتلوه من عبيد أبيه وأخيه وأولاده، فوصلوا إليه فى آخر ذى القعدة، وأقرّهم على رسومهم التى كانوا عليها قبل خروجهم (١) عن طاعته.

وفيها - فى المحرم - كتب المؤيد صاحب مصر إلى الناصر صاحب اليمن، على يد سفيره القاضى مفلح التركمانى كتابا يستعطفه على السيد حسن، وذكر فيه شيئا من حاله، فمن الكتاب المذكور:

أما الشريف حسن بن عجلان فإنه بلغنا أنه طابق تسميته بالعكس، فرسمنا بطرده، وقلنا هذا الكدر لا يليق عند سكّان الصفا، فقربنا إليهم المسرّة ببعده، وعلمت أهل مكة منا بذلك؛ فأنكرت مشاركته فى البيت، وأخرجته من الحرم الشريف، وأغلقت الأبواب. وقالت هيت. وانقطع أمله من ورود زمزم وقد جرعته كئوس البين مرارة الإصدار، وتيقّن قتل نفسه عند خروجه من الديار، ولم تتعرف به عرفات لما طرد منكرا على وجل (٢)، ولا أمكنه أن يقول


(١) كذا فى م. وفى ت، والعقد الثمين ١٢٩:٤ «قبل جموحهم عن طاعته».
(٢) كذا فى م، والعقد الثمين ١٣٠:٤. وفى ت «على دخل».