للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

استجار بنا، ونزل بحلتنا؟! لكون ذلك لا يحسن عند العرب. ولما اتفق ذلك خرج جماعة من آل أبى نمى وذوى مبارك وغيرهم من الدكناء لقصد مكة؛ فخرج إليهم منها نائبها مفتاح الزفتاوى (١) - فتى السيد حسن - فى طائفة من عبيد مولاه، ومن الترك الذين فى خدمته، ومن المولدين وغيرهم، والتقى الفريقان بقرب الموضع المعروف بعين أبى سليمان فى يوم السبت ثانى عشر رمضان، فاستظهر الأشراف والقواد ومن معهم على الذين خرجوا من مكة لقتالهم، وخفروا (٢) جماعة من عسكر مكة وأخذوا خيلهم وسلاحهم - وكان عدد خيل الشرفاء والقواد أربعين، وعدة خيل أهل مكة عشرين، ورجلهم مائة وستين عبدا - ولجأ الزفتاوى إلى جبل قرب المعركة، وما زال به حتى قتل وغيره من جماعته. وقتل من الشرفاء فواز بن عقيل بن مبارك بن رميثة بن أبى نمى الحسنى (٣)، وبإثر موت (٤) مفتاح الزفتاوى ظفر ورجع الشرفاء ومن انضم إليهم إلى العد. ونقل مفتاح وغيره من القتلى من أصحابه إلى المعلاة، فدفنوا بها فى ليلة الأحد ثالث عشر رمضان. وشقّ على السيد حسن كثيرا ما صدر منهم، وقتلهم لنائبه. ثم سعى جماعة من الشرفاء من ذوى أبى نمى وغيرهم فى الصلح بينه وبين الذين بالعد على مال يبذله لهم


(١) سترد ترجمته فى وفيات هذه السنة.
(٢) كذا فى م، والعقد الثمين ١٢٧:٤. وفى ت «وحصروا».
(٣) وانظر ترجمته فى العقد الثمين ٢٠:٧ برقم ٢٣١٢.
(٤) وفى العقد الثمين ٢٦٦:٧ «وبإثر موته قتل مفتاح ولولا ذلك لخفر».