للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تلك الصداقة بعد القوة، ويحل عرى ذلك الرفق عروة عروة، ويحدث على التجار كل عام حادثة، وكلما تضجروا من واحدة أتبعها بثانية وثالثة؛ حتى تواصلت بشكواه الألسنة [فأردنا إيقاظه من هذه السّنة] (١) بأن ينقل موسم التجار إلى ينبع، وأن تشحن المراكب بالمقاتلة صيانة لها عن التتبع؛ ليعلم أن العدل هدى وعمارة، وأن الجور خراب وخسارة. ولما حصلت الإشارة الشريفة بتلافى ما فرط منه، وتدارك ما يصدر عنه أرسل ولده. وشرط على نفسه هذه الشروط الصادرة، وقد تحاملنا فيها على التجار لنطيب خاطره؛ فإن زيادتها على ما كان يأخذه سلفه منهم ظاهرة، وأردنا أن يكون تمام ما بدأ به المقام الشريف على يديه، ويعرف ما شرط على نفسه [لينفذه ويقضى به عليه. فقد رضينا جميعا بأن يكون هو الحاكم، والآخذ على يد الظالم، وحتى يعلم] (٢) من يحور بعد الكور (٣)، ويركب مطية الخلف والجور، ويسأله كتب منشور عن المرسوم الشريف، يستعصم به السّفر والتجار عند الحاجة إليه، ويشار فيه إلى أمير الحاج أن يكون فى الوفاء به شاهدا وحاكما عليه، فما ينتقض أمر أبرمته عنايته، ولا يضل سالك أرشدته هدايته. انتهى.


(١) إضافة عن العقد الثمين ١٣٢:٤.
(٢) إضافة عن العقد الثمين ١٣٢:٤.
(٣) أى من ينقص بعد الزيادة، ومنه قولهم نعوذ بالله من الحور بعد الكور، أى من النقص بعد الزيادة. (المعجم الوسيط).