للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا الكتاب من إنشاء شيخنا القاضى شرف الدين بن المقرى (١).

وفيها عرف المؤيد صاحب مصر بقلة ماء عين حنين، وما لقى الناس بمكة من الشدة بسبب ذلك؛ فتطوّع بألفى مثقال ذهبا لعمارة هذه العين، وندب القائد علاء الدين على بن محمد لعمارة ذلك؛ فشرع فى العمارة والتنظيف والإصلاح فى جمادى الآخرة، حتى وصل الماء إلى مكة فى شعبان. ثم قلّ جريان الماء فى العين المذكورة، بعد قليل من جريانها الأول [، ويسر الله دخول سيل فيها فجرت جريا أحسن من جريها الأول] (٢)، وصرفت إلى بركتى (٣) المعلاة اللتين على يمين الداخل إلى مكة؛ فامتلأتا، وحصل نفع كبير للحجاج، ولم يبق فيهما بعد سفر الحاج ما فيه كثير نفع. وغلا الماء كثيرا، وشق ذلك على الناس.

وفيها عمّر علاء الدين القائد البركتين بباب المعلاة عمارة حسنة؛ لإصلاحهم بالنورة كل ما يحتاج إلى الإصلاح فيهما، ونوّروا فى بعض الجدران ما لم يكن منورا قبل ذلك، ورفعوا جميع جوانبها


(١) هو إسماعيل بن أبى بكر بن عبد الله المقرى، الشرف أبو محمد الشغدرى، فقيه اليمن وقاضيها، وناظمها وناثرها. صاحب كتاب عنوان الشرف، المتوفى سنة ٨٣٧ هـ. (الضوء اللامع ٢٩٢:٢ برقم ٩١٤).
(٢) سقط فى الأصول والمثبت عن شفاء الغرام ٣٤٨:١.
(٣) فى الأصول «بركة» والمثبت عن المرجع السابق.