للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حسن لذلك كثيرا، وحمله ذلك على التنصل من إمرة مكة؛ فكتب يسأل فى تفويضها لولديه بركات وإبراهيم، وذكر أنهما يقومان للخزانة بالعشرة الآلاف المثقال المطلوبة منه عند ولايتهما، وأنهما أولى بالإمرة منه؛ لقوتهما ولضعفه فى بدنه، وحبه للعبادة. وذكر أنه لم يأخذ موجبا من المتاجر السلطانية، وأنه لم يشتر ما اشتراه من الحب والتمر فى العام الماضى لقصد الاحتكار، وإنما اشتراه لحاجته إليه لنفقته ونفقة عسكره، فلما رأى اضطرار الناس إليه باعه؛ فكان فى خزنه لذلك وبيعه نفع للناس (١).

وتوجه عقب كتابه فى آخر صفر لصوب حلى، فبلغها وتلقاه صاحبها محمد بن موسى إلى الحسبة (٢)، وبنى فى حلى بأخت محمد ابن موسى، وتوجه بها معه إلى مكة، فبلغها فى خامس رجب (٣).

وفيها - فى ذى القعدة - عظم الغلاء جدا فى السّمن؛ بلغ المن أحد عشر أفلوريا وأزيد، ولم يعلم مثل ذلك (٤).

وفيها - فى ثانى عشر صفر - ولى القاضى أبو السعادات بن ظهيرة الخطابة ونظر الحرم، ثم عزل فى أول ربيع الآخر بأبى الفضل النويرى (٥).


(١) العقد الثمين ١٣٧:٤، ١٣٨.
(٢) الحسبة: واد قرب السرين من جهة اليمن. (معجم البلدان لياقوت).
(٣) العقد الثمين ١٣٨:٤.
(٤) شفاء الغرام ٢٧٧:٢.
(٥) العقد الثمين ٣٩١:٣، والضوء اللامع ٢١٤:٩.