للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان قرّرها للأشراف والقواد فى كل سنة، وجعل الأشراف إلى ابنه السيد إبراهيم، والقواد لابنه السيد بركات، وجعل له الثلث الباقى من الحاصل لأمير مكة؛ يصرفه فى مصالحه وخاصة نفسه، فلم يتم هذا الأمر؛ لكون القواد لم يوافقوه على إبطال ما كان قرّره لهم من الرسوم فى كل سنة. ومضى هو وابنه السيد إبراهيم بعد ذلك إلى صوب اليمن أو الواديين أو قرب ذلك (١).

وفى غيبة السيد حسن هذه وصل إلى مكة فى يوم الاثنين ثانى عشر ربيع الأول تقرير للسيد حسن وابنه بركات، وعهد يتضمن تفويض إمرة مكة إليهما، وتاريخ هذا العهد مستهل صفر، وهو مكتوب عن المظفر أبى السعادات أحمد بن المؤيد (٢)، والمنفذ له للشريفين مدبّر دولته المقر السيفى نظام الملك ططر، وقرئ العهد وكتاب المظفر المؤرخ برابع عشر صفر بالحطيم، فى المسجد الحرام، فى بكرة يوم الأربعاء رابع عشر ربيع الأول، بحضرة السيد بركات وغيره من قضاة مكة والأعيان بها. وفى الكتاب المشار إليه الأمر بمراعاة مصالح الناس بمكة، وتعظيم أمر حكام الشرع، والوصية بالشيخ على الكيلانى، وإعادة ما أخذ من التجار إليهم، وإسقاط ما جدد من المكوسات، وإعفاء السيد حسن عن تكلّف شيء لأمير الحاج. وفى العهد المتضمن لتفويض أمر مكة إلى السيد حسن وابنه نحو من


(١) العقد الثمين ١٤١:٤، ١٤٢.
(٢) وكان تولى الملك بعد موت أبيه بعهد منه فى التاسع من شهر المحرم، وسنه قرب السنتين. (بدائع الزهور ٦٣:٢).