للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت هذه السنة على الحجاج مشقّة إلى الغاية؛ توالت فيها الأمطار الخارجة عن الحد زيادة على أربعين يوما، وأتت سيول مهولة، مع غلاء الأسعار، وبيع الحمل الدقيق بخمسة وثلاثين أفلوريا، وبيعت ويبة الشعير فى الأزلم بخمسين مؤيديا؛ فيكون الإردب الشعير على ذلك بألفين ومائة درهم من نقد القاهرة، وكثر موت الجمال، ومشت النساء والصغار عدّة مراحل، ومات كثير من الناس، واشتد الحرّ، ثم اشتد البرد، ومع هذا كله كثر الخوف (١).

وفيها قدم من كاليكوت من بلاد الهند ناخوذة اسمه إبراهيم، فلما مرّ على باب المندب جوّر إلى جدة بطرّادة حنقا من صاحب اليمن؛ لسوء معاملته التجار، فاستولى السيد حسن بن عجلان على ما معه من البضائع؛ فطرحها على التجار بمكة، ولم يعلم بأن مراكب الهند تعدت باب مندب عدن (٢).

وفيها - فى آخر ليلة السبت سابع عشرى الحجة - وقع مطر عظيم بقوة عظيمة، فلما كان وقت صلاة الصبح صلى الإمام الشافعى بالناس أمام زيادة دار الندوة. بالجانب الشامى من المسجد الحرام؛ لتعذر الصلاة عليه بمقام إبراهيم وما يليه هنالك. فلما انقضت صلاته للصبح حمل الفراش الشمع ليوصله للقبة المعدة


(١) السلوك للمقريزى ٦٢٨:٤/ ٢، ٦٢٩، ودرر الفرائد ٣٢٢، وانظر إنباء الغمر ٢٧٤:٣.
(٢) السلوك للمقريزى ٦٨١:٤/ ٢.