للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتغير خاطره على ابنه إبراهيم؛ لكونه أوى إليه الأشراف ذوى راجح بن أبى نمى، وكان أبوه أمره بإبعادهم فلم يفعل، ومضى بهم وبمن انضم إليهم من بقية آل أبى نمى وغيرهم إلى صوب اليمن، وانتهوا إلى الواديين باليمن (١)، وقطع ذكر إبراهيم من الخطبة بمكة، والدعاء على زمزم بعد المغرب. وأتى إلى صوب مكة بمن معه فى رجب، ونزلوا وادى مرّ. وكان أبوه إذ ذاك بالشرق، فقصده فلم ير منه إقبالا. وكان قد أعان أخاه السيد بركات بخيل ونفقة على أن يسير وراء الأشراف، فسار وراءهم إلى صوب اليمن. ثم وصل السيد حسن من الشرق إلى مكة فى رمضان، وسكنت الفتنة بين الأخوين وجماعتيهما فاطمأنوا.

وأتاه كتاب من الملك الأشرف صاحب مصر يتضمن كثير العتب عليه؛ لأخذه فلفل التجار الواصلين إلى جدة من كاليكوت بالهند مجورين على عدن، وأمره بردّ ذلك إليهم بخطاب فيه عنف (٢).

وفيها - فى أوائل ذى القعدة - وصل إلى السيد حسن كتاب من الأشرف يتضمن كثرة تعظيمه، وفيه ما معناه: أنه بلغنا عنك تخيلك أنّا نريد بك الاستبدال، ولا يعقل (٣) ذلك؛ لمكانتك عندنا، وإن غبت عن عيننا فأنت فى القلب، وما كنا نولى فى حرم الله أحدا من الترك؛ فإن ينبع دون ذلك، ولن نولى فيها إلا شريفا. ووصلنا


(١) فى الأصول «بمكة» والمثبت عن المرجع السابق.
(٢) العقد الثمين ١٤٥:٤.
(٣) فى الأصول «ولا نفعل» والمثبت عن العقد الثمين ١٤٦:٤.