للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها - فى جمادى الأولى بعد العصر - أمطرت مكة مطرا عظيما، وجاء بعد المغرب ليلة ثالث جمادى الأولى سيل دخل المسجد من أبوابه بجانبه اليمانى، وقارب الحجر الأسود، وألقى فى المسجد أوساخا كثيرة من الزبل والطين، وهدّ باب الماجن بأسفل مكة، وجانبا من سوره حتى بلغ به الأرض (١).

وفيها كان بمكة وباء عظيم عامّ، دام أشهرا، لعل الموتى فيه ممن يعرف اسمه ومكانه يزيدون على ألفين أو يقاربون ذلك، وكان كثيرا [ما] (٢) يجمع من الجنائز عقيب صلاة الصبح أو العصر سبع أو أكثر، وكان يموت فى كثير من الأيام بضع وعشرون فى كل يوم أو أكثر، غير الموتى الذين يؤتى بهم من بادية مكة إليها، /وكان ابتداء ٣٧٤ كثرة الموتى بهذا الفصل يوم الثامن من صفر (٣).

وفيها وصل شيخنا شمس الدين بن الجزرى صحبة الحاج من القاهرة، وفرّق فى الموسم صدقة قدرها ستمائة دينار وهى ثياب وبرود وغير ذلك، وحجّ وجاور هنا من أول السنة التى بعدها (٤).


(١) شفاء الغرام ٢٦٩:٢، والعقد الثمين ٢٠٨:١، والسلوك للمقريزى ٦٦٣:٤/ ٢.
(٢) إضافة عن شفاء الغرام ٢٧٧:٢، والعقد الثمين ٢١٠:١.
(٣) وانظر السلوك للمقريزى ٦٦٣:٤/ ٢.
(٤) السلوك للمقريزى ٦٦٦:٤/ ٢، وإنباء الغمر ٣٢٦:٣.