وفيها توجه الأمير أرنبغا بهدية لصاحب اليمن، فمضى بها فى البحر من جدة، ومعه شخص يقال له ألطنبغا فرنجى - ولى دمياط مرارا - ومعهما من المماليك السلطانية خمسون نفرا، وهم فى مركبين، وقد حسّن للسلطان شخص فى أخذ اليمن بهذه العدة؛ فتأخر الفرنجى فى مركب على ساحل حلى بن يعقوب بالمماليك، وتوجّه أرنبغا ومعه منهم خمسة نفر بالهدية والكتاب؛ وهو يتضمن طلب مال للإعانة على جهاد الفرنج من ملك اليمن، فقابله بالكرامة وأخذ فى تجهيز مقابل الهدية، فأتاه الخبر بأن فرنجى نهب بعض الضياع، وقتل أربعة رجال؛ فأنكر صاحب اليمن أمرهم، وتنبه لهم، وقال لأرنبغا: ما هذا خبر خير؛ فإن العادة أن يحضر فى الرسالة واحد، فقدمتم فى خمسين رجلا، ولم يحضر إلىّ إلا أنت فى خمسة نفر، وتأخر باقيكم، وقتلوا من رجالى أربعة!! وطرده عنه من غير أن يجهز هدية، ولا وصله بشيء؛ فنجا هو ومن معه بأنفسهم وعادوا جميعا إلى مكة (١).
وفيها بلغ الأشرف صاحب مصر خبر وصول مراكب الهنود إلى بندر جدة، فأحب أخذ مكوسها لنفسه، فبعث بعض مسالمة القبط وسعد الدين إبراهيم بن المرة لذلك، فقدم مكة وصحبته الأمير أرنبغا رأس نوبة، وشاهين العثمانى شادا لديوان ساحل جدة، وتاج الدين مشك مباشرا أيضا، وبعض مماليك سلطانية فى ربيع الآخر، فصادف وصول إبراهيم الناخوذة من بلاد الهند مع جماعة من الهنود فى أربعة عشر مركبا موسقة ببضائع من أصناف المتجر، فأخذ منها