للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخبرها الخبر، وقال: قد خشيت على عقلى-أو قال: لقد أشفقت على نفسى، أو قال: لقد خشيت أن أكون كاهنا أو مجنونا-فثبتته وقالت: كلا والله لا يفعل الله ذلك، أبشر فو الله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتؤدى الأمانة، وتقرى الضيف، وتعين على نوائب الحق.

ويروى أن النبى لما جاء إلى خديجة أخذ بيدها حتى أتى بها العين، وأمرها فتوضّأت كما أراه جبريل، وصلّى بها كما صلى.

جبريل به، فكانت خديجة أوّل من آمن بالنبى .

وانطلقت خديجة بالنبى حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى بن قصىّ، وهو ابن عم خديجة؛ ابن أخى أبيها. وكان امرأ تنصّر فى الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربى، يكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمى. فقالت خديجة: أى ابن عم، اسمع من ابن أخيك.

فقال ورقة: يا ابن أخى، ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس الذى أنزل على موسى، يا ليتنى فيها جذعا، [ليتنى] (١) أكون حيا حين يخرجك قومك. فقال رسول الله : أو مخرجىّ هم؟ قال: نعم؛ لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودى، فإن يدركنى يومك أنصرك نصرا مؤزرا (٢).


(١) سقط فى الأصول والمثبت من الوفا بأحوال المصطفى ١:١٦٣.
(٢) المرجع السابق، وصفة الصفوة ١:٧٧ - ٨٠، ودلائل النبوة ١: ٣٩٤ - ٣٩٧، وعيون الأثر ١:٨٤،٨٥، وشرح المواهب ١:٢١١، والإمتاع ١: ١٣، وتاريخ الخميس ١:٢٨٢،٢٨٣.