للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها بعث السلطان شهاب الدين أبو المغازى أحمد شاه (١) سلطان كلبرقة من الهند صحبة المراكب المجورة مالا جزيلا: فلفلا وشاشات وبيارم، وغير ذلك؛ ليعمر له مدارس بمكة والمدينة والقدس، وجعل الناظر على ذلك ملك محمود وملك حسن والخواجا محمد القالى وملك ضياء الدين والسيد محمد ينجا، والقابض للمال ملك إسحاق ووكيله فى الشراء والعمارة ملك محمود، والمباشر الضابط للمصروف ملك ضياء الدين. فوصلت المراكب بأمواله صحبة المراكب المجورة من الهند، واشتروا من السيد بركات داره التى على باب الصفا بتسعة آلاف مثقال - بتقديم التاء على السين - وأثبت ملك محمود أنه وكيل فباشر عقد البيع. فلما تم الشراء اجتمع القضاة والعلماء ٣٩٢ فى الليلة التى تلى ذلك اليوم بالحرم الشريف أمام باب الصفا، وأحضرت الشموع، وأطلق البخور، وقرئت (٢) ربعات ختمات شريفات (٢)، ورفع الداعى صوته بالدعاء للسلطان أحمد شاه سلطان كلبرجة، وأهدى ثواب ذلك إلى صحائفه، وأذيب السكر فى الطشوت، وشرب الحاضرون منه. ووصل مع قصاد صاحب كلبرجة هدية من شاشات وبيارم للسلطان الأشرف والمباشرين والشيخ


(١) هو شهاب الدين أبو المغازى أحمد بن أحمد بن حسن بهمن. (السلوك للمقريزى ٧٧٥:٤/ ٢، والضوء اللامع ٢١٠:١ وفيه «صاحب كلبرجة وما والاها من بلاد الهند، دام فى المملكة أربع عشرة سنة … ومات فى رجب سنة ٨٣٨ هـ»).
(٢) تعبير تركى.