للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالمسجد على المساطب وأمامها، وأن يترك المنبر الذى يخطب عليه يوم الجمعة فى مكانه مسامتا لمقام إبراهيم ومقام الشافعى، ولا يجر (١) ٣٩٣ إلى جانب الكعبة؛ لأنه عند جره على عجلاته يزعج إذا استدعى إليها (٢)، وأن يخطب الخطيب عليه هناك، وأن تسد أبواب المسجد بعد انقضاء الموسم إلا أربعة أبواب: باب السلام، وباب العمرة، وباب إبراهيم، وباب الصفا لا غير، وأن تسد الأبواب الشارعة من البيوت إلى سطح المسجد؛ ففعل جميع ذلك، ولم يعرف قط أن أبواب المسجد أغلقت إلا فى هذه الحادثة. فتضرر الفقراء والصالحون والمتعبدون فى الحرم الشريف، وصعب عليهم سدّ الأبواب؛ فروجع السلطان فى ذلك، فأمر بفتح باب الزيادة وباب الجنائز، ثم جاء فى الموسم مرسوم صحبة الركب المصرى أن تفتح الأبواب كلها (٣)، ويعزل البوابون القدامى - وكانوا قضاة وفقهاء - ويولى على أبواب الحرم بوابون ليس لهم حرفة ولا صناعة ولا شغل؛ فقراء مساكين. فحضر الأمراء والفقهاء وقرئ المرسوم؛ وقرّر لكل باب بواب، وعزل من كان بوابا قبل ذلك من القضاة والفقهاء، وألزم البواب بملازمة باب الحرم والنوم عليه ليلا ونهارا، وألا يغيب عنه إلا لضرورة، وأن يتعاهد البواب


(١) فى الأصول «ولا يجيء» والمثبت عن درر الفرائد ٣٢٤.
(٢) كذا فى الأصول. وفى السلوك للمقريزى ٧٥٤:٤/ ٢ «يزعج الكعبة أسند إليها»، وفى درر الفرائد ٣٢٤ «يزعج الناس الجالسين حول الكعبة».
(٣) السلوك للمقريزى ٧٥٤:٤/ ٢، ٧٥٥، وانظر النجوم الزاهرة ١٤:
٣١٠، ٣١١، ودرر الفرائد ٣٢٤، ٣٢٥.