للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم بعد إسلام زيد بن حارثة لقى أبو بكر الصديق رسول الله ، فقال: أحقّ ما تقول قريش يا محمد من تركك آلهتنا، وتسفيهك عقولنا، وتكفيرك إيّانا (١)؟ فقال رسول الله : بلى أنا رسول الله ونبيّه، بعثنى لأبلّغ رسالته وأدعوك إلى الله بالحق، فو الله إنه للحقّ، أدعوك يا أبا بكر إلى (٢) الله وحده لا شريك له، ولا يعبد (٣) غيره، والموالاة على طاعته، وقرأ عليه القرآن، فلم يقرّ (٤) ولم ينكر، فأسلم وكفر بالأصنام، وخلع الأنداد، وآمن بحق الإسلام، ورجع وهو مؤمن مصدّق؛ قال رسول الله : ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة وتردّد، إلا أبا بكر ما عكم (٥) عنه حين ذكرته، وما تردّد فيه.


(١) كذا فى ت، م، وسبل الهدى والرشاد ٢:٤٠٥. وفى هـ، ودلائل النبوة ١:٤١٧ «آباءنا».
(٢) فى الأصول «إن الله وحده»، والمثبت عن دلائل النبوة ١:٤١٧، والسيرة النبوية لابن كثير ١:٤٣٣.
(٣) كذا فى الأصول ودلائل النبوة ١:٤١٧. وفى السيرة النبوية لابن كثير ١: ٤٣٣، وسبل الهدى والرشاد ٢:٤٠٥ «لا تعبد غيره».
(٤) كذا فى م، هـ، ودلائل النبوة ١:٤١٧، والسيرة النبوية لابن كثير ١: ٤٣٣. وبياض فى ت. وفى سبل الهدى والرشاد ٢:٤٠٥ «فلم يعز ولم ينكر» ويعلق ابن كثير ١:٤٣٣ على إيراد ابن إسحاق قوله «لم يقر ولم ينكر» قائلا: وهذا الذى ذكره ابن إسحاق منكر؛ فإن ابن إسحاق وغيره ذكروا أنه كان صاحب رسول الله قبل البعثة، وكان يعلم من صدقه وأمانته وحسن سجيته وكرم أخلاقه ما يمنعه من الكذب على الخلق، فكيف يكذب على الله؟! ولهذا بمجرد ما ذكر له أن الله أرسله بادر إلى تصديقه ولم يتلعثم ولا عكم.
(٥) عكم: أى تلبث. كما فى سيرة النبى لابن هشام ١:١٦٢