للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وينسحبون إلى جهة السيد بركات، فانسحب معهم السيد أحمد بن إبراهيم بن حسن بن عجلان، ولم يبق مع السيد علي سوى أخيه إبراهيم وابن عمه علي بن محمد بن عجلان، وذوي رميثة، وبعض ذوي أبى نمي وجميع ذوي عجلان، وعبيد السيد حسن، فعند ذلك.

أشار على السيد علي بن حسن بعض أصحابه بأن يتوجه نحو مكة، ويرسل إلى الأمير من مكة والمماليك والأشراف، فتوجه السيد علي في ليلة الأحد إلى حدّا - بفتح الحاء المهملة - هو ومن معه من ذوي عجلان والأشراف، وفارقه عبيد أبيه (١) وأقاموا بجدة، فلما كان صبح يوم الأحد دخل جدة السيد بركات ومن معه، ولاقاه عبيد أبيه، وعسكر المراكب، وكانت دخلة عظيمة قطع كل من رأى تلك الدخلة بأنه لا يخرج من جدة، ونادى بالأمان والاطمئنان، والبيع والشراء، وأرسل إلى المباشرين بأن ينزلوا إليه، فامتنعوا. فلما كان صبح يوم الاثنين طلب الشريف بركات التجار والنواخيذ والهنود وغيرهم، وطلب منهم من كل مركب أربعة آلاف دينار، فأجابوه:

إن المراكب مختلفة فيها كبير وفيها صغير، ومن المراكب ما (٢) لا يساوي شحنته خمسمائة دينار، فاتفق رأي التجار على أن يعطوه نصف العشر بطريق ما أخذ الشريف علي، وكان نحوا من أربعين ألف دينار،


(١) في «م» ابنة والمثبت من «ت» وهو الصواب، لان العبيد عبيد السيد حسن والد على وبركات كما تقدم.
(٢) في الاصول «من» وهي للعاقل والمثبت يقتضيه غير العاقل وهي السفن.