للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأحاله على بنى جابر (١) بثلاثمائة أفلورى، وأقام أياما عند والده بالركاني وجدة، ثم أحس من والده تغيرا كثيرا، لكثرة الوشاة بينه وبين والده، وتوجه إلى نخلة، ثم عاد إلى الهدة هدة بني جابر لقبض الثلاثمائة الأفلورى، فقبضها ثم عاد إلى وادي مر، فلما وصل إلى الخضراء من وادي مر أنذر أن والده لازمه فعاد إلى الهدة من فوره، وقبض على إبراهيم بن مشط أحد تجار جدة وتوجه به إلى ساية، فصالح على نفسه بسبعمائة أفلورى بعد أن طلب منه السيد زاهر خمسة آلاف، ثم أنزل السيد زاهر مائة من السبعمائة فسلم ابن مشط ستمائة، فأطلق. وتوجه السيد زاهر إلى الأشراف ذوي أبي نمي، والقواد ذوي عجلان، وكانوا مقيمين بالصفراء (٢)، فأقام عندهم.

فلما كان في جمادى الآخرة نزلت الأشراف ذوي أبى نمي، والسيد زاهر، وذوي عجلان بأم الدمن من خليص (٣)، وراسلوا السيد


(١) بنو جابر، والنسبة اليهم جابرى، وهم بطن من بطون حرب، ويسكنون بالهدة التى اشتهرت بهم، التي بأول مر الظهران. وهي من أعمال مكة المكرمة.
(العقد الثمين: ٣١:١، معجم قبائل الحجاز، معجم قبائل العرب).
(٢) الصفراء: مؤنث الاصفر: واد كبير من أودية الحجاز الغربية يسمى أعلاه من جهة المدينة السدارة الى المسيجيد، ويسمى بعد ذلك وآدى الصفراء حتى يصب في البحر، وقد تسمى العامة هذا القسم منه ببدر لشهرة بلدة بدربه، ويقطعه الطريق المار من مكة إلى المدينة، وهو على ٥٤ كيلا جنوب المدينة المنورة. ويمتد وادى الصفراء جنوبا إلى قرب خليص (معجم معالم الحجاز).
(٣) خليص: من أشهر الأودية التي تقع شمال مكة، ويقع منها على بعد ١٠٠ -