للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى مكة، فأخذوا منهم ما معهم من الدواب وأركبوه، وصاح الصائح بمكة في ليلة - وكانت ليلة باردة - فخرج الأميران آقبردي رأس نوبة الراكز بمكة، والأمير تنم ناظر الحرم ومشد العمارة بالحرمين وبعض المماليك والقائد مشيعب العمري وولده، وأخذوا على أثرهم فوصل الأميران إلى الريع الأخضر (١)، ورجعوا، وتوجه القائد مشيعب وولده وثلاثة مماليك إلى أن أشرفوا على المشرفة (٢) فلم يروا لهم أثرا، وكان البوني ومن معه وصلوا إلى الروضة (٣) من وادى مرّ، واجتمعت بهم الخيل خيل الأشراف ذوي أبي نمي والتأموا. ثم بلغ السيد أبا القاسم وهو مقيم بجدة مجيء الخيل إلى مكة، فسار هو وجماعة من القواد العمرة نحوهم، فأبصرهم طليعة السيد زاهر، فأنذره؛ فشرد السيد زاهر بالبوني نحو أم الدمن، وكان السيد أبو القاسم قد لاقى عربا فصدّوه عن الطريق، ثم علم السيد أبو القاسم بالقصة، فتلاهم ففاتوه في الحرم، فرجع السيد أبو القاسم إلى ساحل جدة، ووصل الأشراف ذوو أبي نمي إلى أم


(١) الريع الأخضر: ثنية في الطريق بين مكة ووادى مر، ويشقها في الوقت الحالي طريق مكة المدينة الجديد - الخط السريع - وتبعد هذه الثنية عن مسجد التنعيم بحوالي تسعة كيلوات.
(من إملاء الشيخ سليمان بن سليمان اللحياني والدكتور عبد الله الحسيني البركاتى).
(٢) المشرفة: يراد بها المكان المرتفع الذى يرتقيه من يريد رؤية شيء من بعيد.
(٣) الروضة: هي قرية بوادى مرّ بالقرب من خيف بني شديد. (حسن القرى، معجم معالم الحجاز).