للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد بن عبد الله يدّعى أنه نبى مرسل. قال عبد ياليل: فعند ذلك رمى بها (١).

ويروى لما رميت الشهب أوّل من علم ذلك ثقيف أهل الطائف، فكان ذو الغنم ينطلق إلى غنمه فيذبح كل يوم شاة، وذو الإبل ينحر كل يوم بعيرا، وذو البقر ينحر كل يوم بقرة؛ فأسرع الناس فى أموالهم، فقال بعضهم لبعض: لا تفعلوا، فإن كانت النجوم التى تهتدون بها وإلا فإنه أمر حدث. فنظروا فإذا النجوم التى يهتدون بها كما هى لم يزل منها شئ فكفّوا (٢).

ويروى أن ثقيف أول من فزعوا لذلك، فأتوا عمرو بن أميّة فقالوا: ألم تر ما حدث؟ قال: بلى، فانظروا فإن كانت معالم النجوم التى يهتدى بها [من البر والبحر، ويعرف بها] (٣) أنواء الصيف والشتاء انتثرت فهى طىّ الدنيا، وذهاب هذا الخلق الذى فيها، وإن كانت نجوما غيرها فأمر أراده الله ﷿ بهذا الخلق، ونبىّ يبعث فى العرب فقد تحدّث بذلك، وجعلوا يذبحون لآلهتم من كان له إبل أو غنم كل يوم، حتى كادت أموالهم تذهب، ثم تناهوا.

وفيها انطلق رسول الله فى طائفة من أصحابه عامدين إلى


(١) الوفا بأحوال المصطفى ١:١٧٤،١٧٥، والسيرة النبوية لابن كثير ١: ٤١٧،٤١٨، وسبل الهدى والرشاد ٢:٢٦٧.
(٢) الخصائص الكبرى ١:٢٧٤، وتاريخ الخميس ١:٢٨٥.
(٣) الإضافة عن سيرة النبى لابن هشام ١:١٣٤، والوفا بأحوال المصطفى ١:١٧٤، والسيرة النبوية لابن كثير ١:٢٩٠. والاكتفا ١:٢١٥.