للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقدم سويد بن الصامت أحد بنى عمرو بن عوف مكّة حاجا أو معتمرا، فتصدّى له رسول الله ودعاه إلى الله وإلى الإسلام، فقال سويد: فلعل الذى معك مثل الذى معى. فقال له رسول الله : وما الذى معك؟ فقال: محكة لقمان-يعنى حكمة لقمان-فقال رسول الله : إعرضها علىّ. فعرضها عليه، فقال: إن هذا الكلام حسن، والذى معى أفضل منه؛ قرآن أنزله الله علىّ، هو هدى ونور. فتلا عليه رسول الله القرآن، ودعاه إلى الإسلام، فلم يبعد منه وقال: إن هذا القول حسن، ثم انصرف إلى المدينة (١).

وفيها-بعد عشرين يوما من المبعث-رميت الشياطين بالشّهب، فرأت قريش أمرا لم تكن تراه، جعلوا يسيّبون أنعامهم، ويعتقون أرقاءهم؛ يظنون أنه الفناء. فبلغ ذلك من فعلهم أهل الطائف. ففعلت ثقيف مثل ذلك، فبلغ عبد ياليل بن عمرو ما صنعت ثقيف فقال: ولم فعلتم ما أرى؟ قالوا: رمى بالنجوم فرأيناها تهافت من السماء. قال: إن إفادة المال بعد ذهابه شديد، فلا تعجلوا وانظروا، فإن تكن نجوما تعرف فهو عند فناء الناس، وإن كانت نجوما لا تعرف فهو عند أمر حدث. فنظروا فإذا هى لا تعرف فأخبروه فقال: الأمر فيه مهلة بعد هذا عند ظهور نبىّ. فما مكثوا إلا يسيرا حتى قدم الطائف أبو سفيان بن حرب إلى أمواله، فجاءه عبد ياليل، فذاكره أمر النجوم، فقال أبو سفيان: ظهر


(١) الاستيعاب ٢:٦٧٧، والإمتاع ١:٣١،٣٢.