للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم جمع له أربعون ممن يعتد بسماعه وقربوا من المنبر، فأعاد الخطيب ما لم يسمع من أركان الخطبة. فلما فرغ الخطيب من الخطبة والصلاة أعاد التجار مسك الخطيب والإشلاء ثم تركوه. فلما كان صلاة العصر رفع التجار المصاحف على رؤوسهم وطافوا بالبيت، فبينما هم فى أثناء ذلك وصل القاضي الشافعي وجلس في [جهة] (١) العقود [التي] (١) من الجانب الشمالي من المسجد الحرام، وكان غائبا بالمعلاة؛ لأنه شيع جنازة شيختنا أم محمد مؤنسة [خاتون] (٢) ابنة الإمام شمس الدين محمد بن علي ابن سكّر البكري، فأرسل إلى القضاء الثلاثة، وإلى التجار المذكورين، فسأل التجار عن حالهم؛ فذكروا أن المشد بجدة ظلمهم، واستأصل جملة من أموالهم.

وأنه ((٣) - أمر نائب البلد بأن يقبض عليهم ويرسلوا إليه وعندهم مظلمة. ولهم بينة، وسؤالهم بأن يأذن القضاة لهم فى - (٣) كتابة محضر. فقال القضاة؛ فى غداة يوم السبت يجتمع وتعمل المصلحة. وحصل للتجار من القاضي الحنبلي سبّ ولعن، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

فرجم العامة القضاة بحصباء المسجد، ثم إن القضاة تفرقوا،


(١) اضافة على الاصول.
(٢) هذا اللفظ سقط في «ت».
(٣) كذا في الاصول: وفي التبر المسبوك ١٧٥ «إن الشاد بجدة طلبهم من نائب البلد فاجتمعوا لكونه قد ظلمهم واستأصل جملة من أموالهم، وعندهم بذلك بينة والتمسوا منه الإذن في كتابة».