للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما كان الغد قال رسول الله : يا علىّ إن هذا الرجل قد سبقنى إلى ما سمعت من القول، وتفرّق القوم قبل أن أكلمهم، فأعدّ لنا الطعام والشراب مثل ما صنعت لنا بالأمس. ثم اجمعهم لى.

ففعلت ثم جمعتهم، ثم دعا بالطعام فقرّبته إليهم، ففعل كما فعل بالأمس، فأكلوا حتى ما بهم لشئ من حاجة، ثم قال: اسقهم.

فجئت بذلك العسّ فشربوا حتى رووا منه جميعا. ثم تكلّم رسول الله فقال: يا بنى عبد المطلب إنى والله ما أعرف شابا من العرب جاء قومه بأفضل مما (١) جئتكم به؛ إنى قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرنى الله أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرنى على هذا الأمر [على] (٢) أن يكون أخى؟ فأحجم القوم، فقلت-وأنا أحدثهم سنا/-: أنا يا نبى الله. فقام القوم يضحكون.

ويروى: أن النبى قال: يا بنى عبد مناف، إنى بعثت إليكم خاصة وإلى الناس عامة، فأيّكم يبايعنى على أن يكون أخى؟ قال علىّ فقلت: أنا. فقال: اجلس. ولما كان آخر ذلك ضرب بيده على يدى (٣).


(١) فى الأصول «ما». والمثبت من دلائل النبوة ١:٤٢٩، والوفا بأحوال المصطفى ١:١٨٥، والسيرة النبوية لابن كثير ١:٤٥٩، والخصائص الكبرى ١: ٣٠٧، وسبل الهدى والرشاد ٢:٤٣٣.
(٢) سقط فى الأصول، والمثبت عن الوفا بأحوال المصطفى ١:١٨٥، والسيرة النبوية لابن كثير ١:٤٥٩.
(٣) تفسير ابن كثير ٦:١٩٦ مع اختلاف يسير.