للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فرجعت بنو مخزوم وبنو تيم بن مرّة. فقال: يا آل قصىّ. فرجعت بنو زهرة. فقال: يا آل عبد مناف. فرجع بنو عبد الدار وبنو أسد ابن عبد العزّى، فقال له أبو لهب: هذه عبد مناف!! فقال النبى : أدعوكم إلى أن تشهدوا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنى عبده ورسوله أضمن لكم الجنة. فقال أبو لهب: ألهذا دعوتنا؟! تبّا لك. فأنزل الله ﷿ ﴿تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَ تَبَّ﴾ السورة (١).

ويروى: لما نزلت ﴿وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ صعد رسول الله على الصفا يهتف، فأقبلوا واجتمعوا فقالوا: ما لك يا محمد؟ قال: أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بفم هذا الجبل، أكنتم تصدقونى؟ قالوا: نعم أنت عندنا غير متّهم، وما جرّبنا عليك كذبا قط. قال: فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد، يا بنى عبد المطلب، يا بنى عبد مناف، يا بنى زهرة-حتى عدّ الأفخاذ كلّها من قريش-إن الله أمرنى أن أنذر عشيرتى الأقربين، وإنى لا أملك لكم من الدنيا منفعة ولا من الآخرة نصيبا إلاّ أن تقولوا لا إله إلا الله. فقال أبو لهب: تبّا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟! فأنزل الله تعالى ﴿تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَ تَبَّ﴾ (٢).

ويروى: لما نزلت ﴿وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ ورهطك منهم المخلصين. خرج رسول الله حتى صعد على الصفا


(١) منتخب كنز العمال ٢:٣٩ مع اختلاف يسير.
(٢) الوفا بأحوال المصطفى ١:١٨٤.