للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معاونتك ومرافدتك وأقبلنا لنصيحتك، وإنما أنا أحدهم، غير أنى والله أسرعهم إلى ما تحب، فامض لما أمرت به، فو الله لا أزال احوطك وأمنعك، غير أنى لا أجد نفسى تطاوعنى لفراق دين عبد المطلب حتى أموت على ما مات عليه.

وتكلّم القوم كلاما ليّنا غير أبى لهب فإنه قال: يا بنى عبد المطلب هذه والله السوءة، خذوا على يده قبل أن يأخذ عى يده غيركم، فإن أسلمتموه حينئذ ذللتم، وإن منعتموه قتلتم. فقال أبو طالب: لنمنعنّه ما بقينا. وقالت صفية بنت عبد المطلب لأبى لهب: أى أخى، أيحسن بك خذلان ابن أخيك وإسلامه؟! فو الله ما زال العلماء يخبرون أنه يخرج من ضئضئ عبد المطلب نبىّ، فهو هو. فقال أبو لهب: هذا والله الباطل والأمانى، وكلام النساء فى الحجال (١)، إذا قامت بطون قريش كلها، وقامت العرب معها فما قوّتنا بهم!! ما نحن عندهم إلا أكلة رأس (٢).

ويروى: لما نزلت ﴿وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ جلس النبى على الصّفا فقال: يا آل فهر. فجاءه من سمع كلامه ممن كان بمكة من بنى فهر، فقال له أبو لهب: هذه فهر عندك. فقال:

يا آل غالب. فرجع بنو محارب والحارث أبناء فهر، فقال: يا آل لؤى بن غالب. فرجع بنو عامر بن لؤى، فقال: يا آل مرّة بن كعب، فرجع بنو عدى وسهم وجمح، فقال: يا آل كلاب.


(١) فى الأصول «الحجاب». والمثبت عن المرجعين السابقين.
(٢) فى الأصول «رءوس». والمثبت عن المرجعين السابقين.