للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخذ أبو لهب يؤذى رسول الله ، ويبدى صفحته فى عداوته، ويخاصم ويجادل ويردّ من أراد الإسلام عنه، وأمر ابنه عتبة أن يؤذى رسول الله ، فكان أبو لهب وابنه عتبة قد تجهزا للشام، فقال ابنه عتبة: والله لأنطلقن إلى محمد ولأوذينه فى ربّه.

فانطلق حتى أتى النبى فسمعه--يقرأ ﴿وَالنَّجْمِ إِذا هَوى* ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى﴾ فقال: يا محمد هو كفر بالذى دنا فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى. ثم تفل فى وجهه، فقال رسول الله : اللهم سلّط عليه كلبا من كلابك. وكان أبو طالب حاضرا فوجم، وقال: ما أغناك عن دعوة ابن أخى. ثم انصرف عنه ورجع إلى أبيه فقال: أى بنى ما قلت له؟ قال: كفرت بالإلاه (١) الذى يعبد. قال: فماذا قال لك؟ قال: قال اللهم ابعث عليه كلبا من كلابك. قال: أى بنى ما آمن عليك دعوة محمد. فكان الأمر كذلك؛ قتله الأسد بالشام (٢).

وتعاضد أبو لهب فى أذى النبى هو وأبو جهل بن هشام، والأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة، والحارث بن قيس بن عدى السهمى، والوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل السهمى، والنضر بن الحارث، ومنبّه ونبيه ابنا الحجاج، وزهير ابن أميّة، والعاص بن سعيد بن العاص، وأمية وأبّى ابنا خلف، وأبو قيس بن الفاكهى بن المغيرة، وكانوا-هؤلاء كلهم-جيران رسول الله .


(١) كذا فى ت. وفى م، هـ «بإلاهه».
(٢) تاريخ الخميس ١:٢٧٥،٢٧٦.