للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان أبو لهب يحقد على رسول الله لأنه وقع بينه وبين أخيه أبى طالب كلام، فصرعه أبو لهب، وقعد على صدره، وجعل يضرب وجهه. فلم يتمالك رسول الله أن أخذ بضبعى أبى لهب فضرب به الأرض، وقعد أبو طالب على صدره، وجعل يضرب وجهه حتى حجز الناس بينهما، فقال أبو لهب لرسول الله : هو عمك وأنا عمك، فلم فعلت هذا بى؟! والله لا يحبك قلبى أبدا.

وصار يطرح القذر والنّتن على بابه، فرآه حمزة وقد طرح من ذلك شيئا، فأخذه وطرحه على رأسه، فجعل أبو لهب ينفض رأسه ويقول: صابئ أحمق. وقصر عما كان يفعل، لكنه كان يدس بفعله (١).

فكان الذى ينتهى إليهم عدواة رسول الله أبو جهل، وأبو لهب، وعقبة بن أبى معيط؛ وكان أبو لهب وعقبة يأتيان بالفرث فيطرحانه على باب النبى ، وكان النبى يقول: يا بنى عبد مناف أى جوار هذا؟! ثم يميطه عن بابه (٢).

وفى هذه السنة صدع رسول الله بأمر الله، وأعلن الدعاء إلى الله تعالى، وأدّى الرسالة، ونصح الأمة، ودعا إلى الله سرّا وجهرا، وشمّر عن ساق الاجتهاد، وقام فى طاعة الله أتمّ قيام، يدعو إلى الله الصغير والكبير، والحرّ والعبد/، الرجال والنساء، الأسود


(١) سبل الهدى والرشاد ٢:٦٠٩. وفيه «لكنه كان يدس من يفعله».
(٢) انظر طبقات ابن سعد ١:٢٠١. وسبل الهدى والرشاد ٢:٦٠٩،٦١٠.